Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
كنشوف
كنشوف
Archives
Derniers commentaires
Catégories
17 mai 2010

<!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal,


701طيور الظلام


فؤاد مدني


 عادل إمام: البلد دي اللي يشوفها من فوق غير اللي يشوفها من تحت
يسرا: أي أحلا؟ اللي فوق ولا اللي تحت؟
عادل إمام: اللي عايز يشوفها حلوة على طول.. يشوفها من فوق
يسرا: إنت أول مرة تسكن في العالي؟
عادل إمام: أول مرة آه.. بس مش حتكون آخر مرة.. تحت في خنقة، زحمة وفقر وهوى فاسد.. وناس مشيا في الشوارع بتخبط في بعض.. إحنا خلاص مش حنعيش تحت ثاني.. حنعيش ديما فوق.
إنه مقطع حاسم في الفيلم المصري المعروف "طيور الظلام".. هنا يقرر نوفل فتحي المحامي (عادل إمام) أن يترك مهمة الدفاع عن الفقراء في حيه الشعبي وعن بائعات الهوى المقهورات اللائي كن يدفعن أتعابه قارورة عرق و"مشكل كباب وكفتة"، وذلك بعد أن حضر حفلة في فيلا فخمة بمناسبة خروج أحد الشخصيات العامة من قضية مصرية هزت الرأي العام، "زي الشعرة من العجين". دعاه إلى الحفل أحد كبار المحامين في القاهرة، والذي استعان بذكاء محامي الفقراء ليجد ثغرات في قضية علية القوم، وتلقى نوفل فتحي 200 ألف جنيه مقابل ذلك، وبعد عودته من الحفل يظهر أمام نافذة تطل على كل القاهرة من فوق، من فندق "الشيراتون"، والتي حجزها المحامي المشهور له وليسرا، وتظهر القاهرة منيرة وجميلة من الأعلى، فيقول الجملة الحاسمة في الفيلم: "حنعيش ديما فوق".
كنت دائما أعشق هذا الشريط السينمائي، وكلما كنت أمر على أفلام خزانتي ويقع في يدي كنت أعيد مشاهدته دون تردد.. كنت أحب شخصية علي الزناتي المحامي، صديق نوفل فتحي، الذي كان شيوعيا أيام كلية الحقوق.. يعزف العود ويغني الشيخ إمام عيسى، لكن بعد التخرج تحول إلى الإخوان الذين تقووا وطغوا بالمال، فأطلق لحيته وصار يتحدث اللغة العربية الفصحى حتى في المقاهي الشعبية، ويرفض تقبيل النساء ويرفع الدعاوى القضائية ضد الدولة لإغلاق القاعات السينمائية، والحانات والمسارح، والمسابح.. كل ذلك من أجل مكتب محاماة فخم وسط القاهرة تموله التنظيمات الإسلامية العالمية.
كنت أحب نوفل فتحي البوهيمي الليبرالي الذي يعشق الفقراء، ويدافع عن كل جميلة من بنات الشعب في حيه ضبطت في قضية دعارة، ويتلقى مقابل ذلك "كباب وكفتة" وقارورة خمر، وبعض الحب أحيانا.. ويعشق كرة القدم ككل المصريين الفقراء، لكن بعد أن شاهد "كايرو" من فوق الشيراتون، لم يعد يريد أن ينزل إلى تحت، وباع أصوات الفقراء في الانتخابات إلى أقرب وزير يدفع.
أحب أيضا شخصية سميرة (يسرا)، الحاصلة على دبلوم التجارة، والتي صارت تتاجر في جسدها مقابل ألف جنيه في الشهر.. أحب صوت ضحكتها العالي، ليس لإغرائه، وإنما لأنه لم يكن أبدا صوت فرح، وإنما صوت جسد جميل جعله الفقر يتعفن ويصير بخسا تتناوله الأيادي.
أحكي كل هذا لأنني في كل مرة أشاهد هذا الفيلم أتذكر "طيور ظلام" مغربية.


Publicité
Commentaires
Publicité