Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
كنشوف
كنشوف
Archives
Derniers commentaires
Catégories
1 juin 2010

<!-- /* Font Definitions */ @font-face

Nietzsche_Olde_01يركض.. كالمجنون

 

في المأثور: الشاعر الحقيقي لا يكتب في حياته غير قصيدة واحدة، وما تبقى من دواوين فيمكن حرقه مع اسم الشاعر، أو رميهما معا (الديوان واسم الشاعر) إلى مزبلة التاريخ.. عن "منشورات الجمل" هناك كتاب اسمه "ديوان نيتشه" يضم العشرات من قصائد الشاعر والفيلسوف الألماني فريدريك فيلهيلم نيتشه، مقسمة داخل الكتاب تقسيما عمريا حيث هناك قصائد مرحلة الشباب وقصائد مرحلة النضج.. قال صديق يوم اقتناء الكتاب: "ماذا ستفعل بهذا العدمي هل تريد أن تتحدث إلى الحمير أنت أيضا؟"، لكن القصيدة في ظهر الكتاب كانت مغرية: "أنا لا أكتب باليد وحدها.. رجلي أيضا تريد على الدوام أن تكتب"، وفي تقديم الديوان، المثير أيضا، كتب مترجم قصائد نيتشه إلى العربية، محمد بن صالح: "أول ما كتب نيتشه قصيدة بدون عنوان سنة 1858 وجعل مطلعها: مرآة هي الحياة.. ذواتنا فيها نرى.. لذلك ندعوها بالرغبة الأولى.. عن التطلع إليها لا ننقطع"، وآخر ما كتبه نيتشه، قصيدة عن الماء سنة 1888 جاء في نهايتها: "يركض.. كالمجنون لا يعرف أين".

 

قصائد مرحلة الشباب عند نيتشه بدأت وعمره 14 سنة "أووواه" هكذا قد يستعرب البعض، "في نهاية الأمر إنه نيتشه وليس أي شخص آخر"، حيث يقول العارفون بالشاعر إن قصائده الشبابية تقترب من الرومانسية، وجاءت تقليدية في شكلها، بعضها عل شيئ من المغالاة البلاغية والعاطفية، ومجملها يرزح تحت وقع الكآبة المثقلة حتى اللجاجة، لكن النبوغ يطفو عليها ويخترقها:

 

أول قصيدة شبابية لنيتشه:

 

فيك الحرية

فيك الحياة، أيتها الآية في الجمال

يا غابة ألمانيا!

 

وكتب أيضا في شبابه:

 

نامي،

أيتها الطفلة العذبة الناعمة

أيتها الأعجوبة، أسيرة قصر الغابة

أيتها الجميلة،

جميلة الغابة النائمة

 

وثار نيتشه في شبابه أيضا وخط:

 

فلا يتجرأن علي أحد

بعد هذا فيسألني

أين يوجد موطني،

أبدا ما كنت مرتبطا

بالأمكنة أو الساعات الهاربة

مثلما النسر حر أنا

فكن جريئا، وكن قدامي

ولا تخذلني

يا شهر أيار الأنيق، يا حظي!

 

وكانت آخر قصيدة شبابية لنيتشه بعنوان "بعد ليلة عاصفة":

 

اليوم، بأبخرة الضباب تحجبين هذه النافذة،

أيتها الربة القاتمة!

اليوم، محزنة تطفو الندائف،

والجدول الكظ بصوتها يمتزج.

 

"وماذا بعد؟" سيتساءل نفس الصديق الذي قال لي في معرض الكتاب الدولي بالدار البيضاء "ماذا ستفعل بهذا العدمي هل تريد أن تتحدث إلى الحمير أنت أيضا؟"، ولن أرد بما يتوقع البعض: "أنظروا إلى نيتشه بدأ يكتب الشعر وعمره 14 فهل من نيتشه مغربي؟" ولن أحاكم التعليم المغربي وأقول إنه "منذ سنوات لم ينجب روائيا أو شاعرا أو قاصا".. في الحقيقة لا يهمني ذلك الآن، الأمر بباسطة هو أنني أحسست بالجنون يقترب مني نهاية هذا الأسبوع.

Publicité
Commentaires
H
شكرا جزيلا لك اخي فؤاد مدني على مواضيعك الشيقة والمثيرة والفريدة من نوعها <br /> والتي تتحفنا <br /> اتمنى لك حظا موفقا ومسيرة طيبة مليئة بالنجاح والمسرات
Publicité